قصتي مع الكتابة اتت بعد قصتي مع القراءة فقد كنت مولعه جداً بالقراءة وخصوصاً في مجال الادب الشعر والقصة والرواية وكل ما يخص الادب والادباء, وبعد ما تخمر كل ما أقراءه في راسي قلت لنفسي فلا أجرب حظي مع الكتابة سأبدا بكتابة الشعر فالشعر ديوان العرب وكانت العرب تسجل حياتها كاملة بالشعر معاركها ومكارمها وكل ما يخص حياتها بعد ان ذكرت نفسي باهمية الشعر امسكت دفتر وقلم وبدات اخط قصيدتي الاولى:

اذا اعطتك الحياة شيئاً جميـــــلاً            فـلا تظن انـــــــك احسنـــــــت صنيـــــعاً

انما تعطيـــــــك ذلك مقدمـــــــا                 وستـاخذ منك اضعاف اضعاف ماتعطيك

ثم جفت الاقلام وبقت الورقة بيضاء شجعت نفسي وقلت هذه يتيمة الدهر بل اجمل ما قالته العرب ولم اترك مدحاً الا واطلقته على هذه البيتين واذا استعسر الباقي فلا باس فالفرزدق قال: تمر عليه ايام نزع ضرس اهون عليه من قول بيت شعر.

كل ما علي فعله الانتظار وستأتي باقي القصيدة لاحقاً ولكن مرت الايام ولم تاتيني جنية الشعر, دعوت الله نزول المطر عسى ان تنبت الافكار في راسي, ولكن بقيت الورقة صحراء قاحلة في راسها واحة من بيتين, واعلنت ان هذه المنطقة ارض بور ومنطقة تصحر ولا امل من نبات فيها فأغلقت الدفتر ونبذته بعيداً عن ناظري حتى لا اتذكر خبيتي وانا التي تحفظ بحور الخليل كلها من فعولن الى متفاعلن ونسيت بإن الشاعر يولد ولا يصنع.

اكتفيت بمعرفة القراءة وحبي لها وقلت لنفسي اتركي الكتابة لاصحابها أهم شئ اني قادرة على كتابة احتياجات المنزل من مواد غذائية وفواكة وخضروات واسجلها وكما كانت تقول عمتي – اذا عرفت تكتبين متطلبات المنزل فباقي العلم زيادة - .

وفي يوم بدأت يدي تخط كلمات وكلمات وكلمات وعندما توقفت فاذا هي خاطرة متناسقة الكلمات متسلسلة الافكار, تذكرت قول العرب اذا فاتك اللحم فلا يفوتك المرق, واذا فاتني الشعر فلا يفوتني النثر وهكذا بدأت قصتي مع الكتابة.